الفنان حسين الشربيني

حسين الشربيني: من موظف "السكك الحديد" إلى فنان قدير.. قصة مرض ووفاة هزت الوسط الفني

يعدّ الفنان حسين الشربيني، الذي اشتهر بوجهه المألوف وقدرته على تجسيد أدوار الشر خفيف الظل أو الرجل الانتهازي بطريقة كوميدية فريدة، واحدًا من أيقونات جيل الثمانينات والتسعينات في السينما والدراما المصرية. لم يكن الفنان القدير مجرد ممثل يطل على الشاشة، بل قصة كفاح بدأت من خارج أسوار الفن وانتهت في لحظة روحانية لا تُنسى.

من القاهرة حيث وُلد في 16 نوفمبر 1935، بدأ حسين الشربيني حياته المهنية بعيدًا كل البعد عن الأضواء. بعد دراسته لعلم النفس والاجتماع في كلية الآداب، جامعة القاهرة، عمل لفترة قصيرة كموظف في هيئة السكك الحديدية، ثم صحفيًا في جريدة الجمهورية، ومذيعًا في التلفزيون المصري بعد افتتاحه عام 1960. هذه المسيرة المتنوعة أكسبته خبرة حياتية عميقة انعكست على أدواره لاحقًا.

الانطلاق نحو الشهرة ورصيد يتجاوز 400 عمل

كانت نصيحة الدكتور رشاد رشدي، أستاذه بالجامعة، هي المفتاح الذي قاده للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليبدأ رحلته الفنية الاحترافية. كانت بدايته السينمائية في فيلم “المارد” عام 1964.

برع الفنان حسين الشربيني في أدوار متباينة، تاركًا بصمته في أكثر من 400 عمل فني، ما بين السينما والمسرح والتلفزيون. تميز بقدرته على الانتقال السلس بين الأدوار الجادة والكوميدية، ونجح في حصد جائزتي أفضل ممثل دور ثانٍ من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن دوريه في فيلمي “الرغبة” و”جري الوحوش”، ما يؤكد موهبته الاستثنائية. من أبرز مسلسلات حسين الشربيني وأفلامه الخالدة:

مسلسل: “هند والدكتور نعمان”، “الرجل الآخر”.
أفلام: “الأفوكاتو”، “جري الوحوش”، “الرغبة”، “ضربة شمس”.

النوع	أبرز الأعمال
المسلسلات التلفزيونية	“هند والدكتور نعمان”، “الرجل الآخر”، “رأفت الهجان” (الجزء الأول)
الأفلام السينمائية	“الأفوكاتو”، “جري الوحوش”، “الرغبة”، “ضربة شمس”، “المطارد”

شاهد أيضاً: مسلسل كارثة طبيعية

زوجة حسين الشربيني ونهى وسهى.. العائلة في سنوات التعب

على الجانب الشخصي، فضل حسين الشربيني دائمًا إبقاء حياته العائلية بعيدًا عن صخب الإعلام. كان متزوجًا من سيدة خارج الوسط الفني، وكانت هي وعائلته الداعم الأكبر له، خصوصًا في سنواته الأخيرة.

أثمر هذا الزواج عن ابنتيه نهى حسين الشربيني وسهى حسين الشربيني. وقد كشفت ابنته نهى في حوارات سابقة عن وصية والدها لها بالحفاظ على حسن الخُلق، مؤكدة أن السنوات الأخيرة من حياة والدها كانت مليئة بالتقرب إلى الله والتفرغ للعبادة. هذه التفاصيل تلقي الضوء على الوجه الإنساني للـ الفنان حسين الشربيني بعيدًا عن الشاشة.

ملاحظة حول اسم الابنة: في حين ذكر بعض محبيه اسم “رضوى حسين الشربيني”، فإن الأقوال الأكثر توثيقًا تشير إلى اسمي “نهى” و “سهى”.

سبب وفاة حسين الشربيني: النهاية الهادئة في ليلة رمضانية

تعد قصة الأيام الأخيرة ورحيل الفنان حسين الشربيني تاريخ ومكان الوفاة مؤثرة بشكل خاص. ففي عام 2002، تعرض الفنان لحادث أليم أدى إلى إصابته بكسر في مفصل القدم اليسرى إثر اختلال في التوازن أثناء استعداده للصلاة، ما ألزمه الفراش وأبعده عن التمثيل لمدة تزيد عن الخمس سنوات. هذا الحادث، بالإضافة إلى مضاعفات مرض السكري الذي كان يعاني منه، كان سبب وفاة حسين الشربيني غير المباشر، حيث تفرغ خلال هذه الفترة للعبادة والتقرب إلى الله.

تُوفي الفنان حسين الشربيني في القاهرة بتاريخ 14 سبتمبر 2007، عن عمر يناهز 72 عامًا. كانت الوفاة هادئة ومفاجئة خلال شهر رمضان المبارك، تحديدًا على مائدة الإفطار وهو ينتظر أذان المغرب بجانب زوجته وبناته. رحيله الهادئ في هذه اللحظة الروحانية كان بمثابة خاتمة مسك لمسيرة فنية وإنسانية حافلة.

لقد ظل حسين الشربيني محفورًا في ذاكرة الجمهور ليس فقط لأدواره البارعة، بل لأخلاقه وتواضعه، وللنهاية التي تمنى الكثيرون أن تكون لهم. لقد رحل بجسده، لكن شخصياته التي أداها بصدق بقيت حية تنبض في تراث السينما المصرية.